يبهر سايمون شاهين، العازف المتمكن على آلتي العود والكمان، متابعيه بانتقاله السلس بين الإيقاعات العربية التقليدية والجاز والأنواع الموسيقية الكلاسيكية الغربية. تقنيته البارعة وتجديده الملحوظ في ألحانه، وأدائه الرقيق منحته انتشارا وشهرة كبيرتين، كما سمحت له بالحصول على تتويجات عدة، من بينها نيله جائزة التراث الوطني الرفيع الذي يمنحه البيت الأبيض الأمريكي.

يعد شاهين، الذي يُدَرِّسُ حاليا بكلية بيركلي للموسيقى ببوسطن، واحدا من أهم الموسيقيين والعازفين والملحنين العرب المعاصرين. هو ذو أصول فلسطينية ولد بقرية ترشيحا في الجليل في وسط فني بامتياز. أبوه حكمت شاهين اشتغل مدرسا للموسيقى وعرف بمهارة عزفه على آلة العود. الآلة التي شرع شاهين الابن في تعلمها وهو في سن الرابعة من عمره. بعدها بسنة واحدة درس الكمان بمعهد الموسيقى الغربية بمدينة حيفا. منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي اشتغل شاهين على مشروعه الجديد الذي أطلق عليه اسم “قنطرة”، والذي يجسد نظرته ورؤيته الفنية التي يعمل من خلالها على مزج الموسيقى العربية بالجاز والموسيقى الكلاسيكية الغربية وكذا بالأمريكية اللاتينية. خلطة كيميائية متكاملة يهدف من ورائها الفنان تجاوز حدود الأنواع الموسيقية المتعارف عليها، وتكسير النظرة الجغرافية الضيقة.